Votre panier est vide
يركز الكتاب على كيفية تطور الميناء والمدينة، بدءًا من مرسى بسيط إلى بوابة استعمارية هامة تتهافت عليه القوى الإمبريالية الأوربية، لاحتلال المغرب. ويُبين أن اختيار فرنسا تحويل هذا المرسى إلى ميناء رئيسي عصري جاء نتيجة للموقع الاستراتيجي في وسط المغرب والأهمية الاقتصادية (سهول خصبة الشاوية ودكالة ...) والتجارية للمدين
وعبر تحليل دقيق وموثق، يُبرز الأستاذ علال بنور العلاقة العضوية بين الميناء والمدينة وكيف أدى نمو الميناء إلى تطور المدينة نفسها، مما جعلها مركزا تجاريًا واقتصاديًا، ما. ويُوضح كيف أن هذا التطور كان جزءا من استراتيجية أكبر للهيمنة الاستعمارية، حيث تحولت الموانئ إلى أدوات تجارية واستعمارية تحت السيطرة الأوروبية، وبشكل خاص الفرنسية. ويربط ذلك بالطفرة الديمغرافية والثورات الصناعية والفلاحية التي عرفتها أوروبا والتي ساهمت في توسعها الاستعماري.كما سلط الكتاب الضوء على مقاومة البيضاويين، وخاصة قبائل الشاوية، منذ بداية الأشغال الممهدة الإنشاء الميناء الجديد. ويذكر بأن هذه القبائل كانت لها علاقة متوترة مع المخزن قبل ذلك، حيث أنها عارضت منح المخزن للأجانب امتيازات عقارية، خاصة الأراضي الفلاحية بمحيط الدار البيضاء، وطالبت بالمساواة مع التجار الأجانب بخصوص ضريبة المكوس امتيازات أضرت بالمصالح التجارية لقبائل الشاوية والتي اعتبرتها تهديدا للسيادة المغربية